السبت، أكتوبر ٢٠

وكانت كلمة صنعت صمتا ً

فى مرة أخدتنى الجرءة وقولت لأصحابى وأحنا بنتكلم عن المشاكل اللى بتمر بيها مصر من ضرب القضاة وحبس الصحفيين واعتقال كل من يثبت عليه تهمة حب مصر والحاجات دى يعنى قولتلهم وبصوت عالى " ياجماعة والله أنا كفرت خلاص " طبعا ً الكلمة صنعت صمت كنت أتوقعه وبعد مرور بعض الدقائق لا أستطيع حسابها قالى واحد منهم حرررررررررررام عليك وأستغفر ربنا يأخى هو انت أتهبلت قولتله لأ انا مش أهبل وبدأت أفسر له يعنى أيه أنا كافر وقولتله ياصاحبى أن كافر من نوع تانى " ماهو الكفر أنواع " الكفر اللى أنا مش هاخبيه أبدا وهو أنى كافر بالنظام ده كافر بمبارك وجمال وسوزان كافر بكل حاجه فيه بكل سياسته وقوانينه ووزرائه ومسؤلينه ، كافر بالسجون والتعذيب وأقسام الشرطة ، كافر بالبطاله والفقر والضياع والأهانه ، كافر بالناس اللى ساكته والشعب اللى مبيتحركش ، كافر بسياستنا اللى ضيعت كرامتنا وهانتنا فى كل الدنيا ، كافر بلى موت ولادنا فى الغربة واللى حرقهم فى ليبيا وغرقهم فى البحر الأحمر ، كافر بلى خلى رغيف العيش اللى ميقربش للعيش غير بالأسم عملة ندره صعب الحصول عليها ، كافر بالوزراء اللى جوعونا وعطشونا ونايمونا فى الشوارع ، كافر بدولة بهدلتنا وبيعتنى ولدنا دولن أستطاعت أن تقتل الأمل فينا ونستنى أن فى بكرة وفى مستقبل وفى شمس هتيجى هتقضى على الليل وأن بعد كل الضلمة دى هنلاقى نهار ، أيوه خلاص أنا كافر بكل الأقلام وبكل الدفاتر .. يااااااااه على دى دولة تستحق الكفر.. الدولة دى قاسية قوووووى ولا فيها حد بيسمع وهما بس اللى بيتكلموا وأحنا لابنسمع ولا بنتكلم دا حتى معدش عندنا عقل نفكر أصلاً لومسكت القرأن هتبقى أخوانى ولو لبست تيشرت عليه صورة جيفارا هتبقى شيوعى ولو جبت كتاب عن حقوق الانسان هتبقى عميل ولو قولت ان المسيحين مظلومين هتبقى متمول من أمريكا أما لو نوين تكون لا ده ولا ده وقولت أعيش حياتى بقى واقضيها سكر وعربده وسهر كل يوم فى البارات و " الخمارات " فبرده هيتهموك بالمجون و الفسق وأنك لا موأخذه قليل الأدب يبقى لو عاوزين نعيش فى البلد دى يبقى لازم نكفر بكل حاجة فيها ونؤمن بحاجة واحدة بس هى " أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسم " صدق الله العظيم ............. رد عليا صاحبى وقالى يااااااااااه والله عندك حق ولو كدة يبقى أنا كمان كافر

الاثنين، أكتوبر ٨

عندما طلب الملك مواطنين جدد

أصدرت المملكة المصرية المباركة مرسوما ً ملكيا ً أكدت فيه عن أحتياجها لمواطنين جدد للعيش على أرض المملكة التى " زهقت " من المواطنين الحالين بها كثيرى المطالب والتوجع ، طالب سمو الملك المعظم ملك البلاد بمواطن ذو شروط معينة لابد من توافرها فيمن يريد التقدم إلى العيش بمصر ، منها أن يكون المواطن لا يحمل أى شهادة سواء متوسطة أو عليا ـ حتى لا يطالب الحكومة بتعينه فى وظيفه حكومية ــ وأن يكون أمـى لا يقرأ ولا يكتب ــ حتى لا يستطيع قراءة الصحف الخاصة وصحف المعارضه " العميله بالطبع " ــ يحظر على المواطن حمل مصحف ــ حتى لايكون أخوانيا ، ولا يحمل صورة جيفارا ـــ حتى لايكون شيوعيا مذرى للأديان ــ ، ولا يدافع عن حقوق العمال ــ حتى لا يكون محرضا على الأضراب ـــ لابد وأن يكون المواطن الجديد أعمى لا يرى إلا الحزب الوطنى و إنجازاته ، وأن يكون أخرس لايتحدث إلا عن أمجاد الرئيس وتطلعاته ، وأن يكون أطرشا ً لايسمع إلا الأذاعة الملكية ، لابد أن يكون المواطن الجديد غير منضم لأى حزب سوى الحزب الوطنى ــ حتى لا يكون خائنا ً وعميلا ً ــ الملك يطلب مواطن لا يسأل أين ذهبت خيرات مصر ولا يسأل متى يحاكم المسؤلين عن إستيراد المبيدات المسرطنة ، ولا متى يحاسب المسؤلين عن غرق المصريين فى البحر الأحمر وحرقهم فى القطارات والمسارح وتسممهم من مياة الشرب وندرة وجود مياة الرى فى بلد يجرى فيه نهر من شمالها إلى جنوبها تريد المملكة مواطن لا يسأل عن المسؤل عن التعذيب فى أقسام الشرطة وكم معتقل فى سجون المملكة ،،،،، المملكة تطلب دفعة من الشباب ــ فهم المستقبل كله ــ تطلب شبابا ً لا ينتمى لأى تيار سياسي سوى شباب الحزب الوطنى تطلبهم من متابعى أخر بطولات كرة القدم وأحدث ألبومات الفنانين وممن يبحثون عن أخر أنواع المخدرات مطلوب شاب لا يعرف معنى كلمة التاريخ ولا يدرى كام ثورة قامت فى مصر ولا يتذكر من هو عرابى ولا سعد زغلول ولا مين يبقى عبد الناصر أو السادات ولا مين هو الشيخ أمام ولا أحمد فؤاد نجم ولا صلاح جاهين ولا نجيب محفوظ وطه حسين ولا مين يبقى نبيل الهلالى ولا حسن البنا ولا كام يوم فى الأسبوع ولا مين بقى إلا حاكمنا الواد ولا أبوه ولا حد تانى خالص وأحنا مش واخدين بالنا ،،،،،،،، المواطن المطلوب لابد وأن يمحى من قاموس حياته عدة كلمات منها يعنى أيه ثورة وهى أيه الحرية ولا أزاى نحس بالديمقراطية لابد وأن يمحى كلمة " لأ " ويتعود بس علي حاضر و نعم وتحت أمرك ياملك ،،،،،، أنتهى المرسوم الملكى الذى أصدره جلاله المللك المعظم ويرجى على من يجد فى نفسه هذه المواصفات إرسال أوراقه إلى حيث يعرف وكلنا يعرف ومن لايعرف فعليه أن يعرف قبل أن يعرف أن الله حق

الأربعاء، أكتوبر ٣

عندما روى التمر أرض ميدان رمسيس

الشرطة فى مصرنا لاتجد شئ تفعله سوى التسليه بالناس ، تجد سيارة بيضاء كبيرة تحمل فى صندوقها الخلفى عددا ً ليس بقليل من العسكر وفى الكرسى الامامى تجد ضابط يفتخر بعدد النجوم على كتفه لا يصنع شيئا ً سوى أن يشير للسائق بيد فيقف وبالأخرى للعسكر من خلفه فيقفزوا من صندوق السيارة لينقضوا على واحد من الضحايا قد يكون شاب لم يجد عملا سوى أن يبيع النظارات الشمسية أو بعض من الملابس أو قد يكون ممن يبيعون الذرة المشوى على الأرصفة أو من أصحاب السنترلات المتحركة فى شوارع القاهرة الثابتة الشاب يجرى إلى الباشا متوسلا و باكيا ً يسترجيه أن يتركه يدعوا له بطولة العمر مقابل أن يترك له أغراضه البسيطة ، لكن دعوة الفقير لاتقبل يركله الباشا أو يصفعه على وجهه مهددا ً أياه بالقبض عليه أن لم يرحل فى الحال من أمام وجهه . قد يكون هذا المشهد أصبح طبيعى و مكرر كل يوم نشاهده فى شوارع القاهرة من شرطة المرافق حتى أصبح اليوم الذى لانراه فيه نشك أننا فى مصر . لكن هذه المرة كان المشهد أكثر درامية أمرأة تجاوزت الـ 60عاما ً تقف فى ميدان رمسيس أمام صندوق من الزجاج معبأ بتمر هندى وأخر عبئته بسوبيا تبيع وتروى عطش الصائمين مقابل بعض القروش القليلة ، من بعيد تظهر نفس السيارة البيضاء المحملة بالعسكر والباشا تقترب من المرأة لا تعرف ماذا تفعل ؟ أ تجرى وماذا بعد وما مصير مصدر رزقها الوحيد تقرر الوقوف فى وجه الظلم فهى لم تسرق ولم تروج للمخدرات ولم تتحدث فى يوم عن صحة الرئيس أو أحد من عائلتة فلماذا تجرى إذا ً ؟ الباشا أوقف السيارة أمام السيدة العجوز وأشار إلى عسكره فأنقضوا على السوبيا والتمر الهندى وروا به أرض الميدان السيدة من هول ما رأت لم تسطع أن تنطق بكلمه وجلست على الارض دموعها تجرى أنهارا ً وبعد ان أفاقت من صدمتها لم تنطق سوى " أحنا فعلا عايشين فى غابة حسبى الله ونعم الوكيل "