الأحد، يناير ٢٧

رسالة إلى صديقى العزيز محمود بدر

هى مجرد رسالة بعتها لصديقى محمود يدر بعدان قامت قوات الامن بمنع التظاهرة التى كان ينوى مجموعة من الشباب القيام بها فى ميدان التحرير يوم الخميس الماضى 24يناير 2007 تضامننا مع اهلنا المحاصرين فى غزة

محمود فى احد المظاهرات لاجل غزة

صديقى العزيز القومى الناصرى محمود بدر كم انا سعيد حزين بما حدث لنا مساء امس الاول، نعم ياصديقى أختلط لدى الشعورين ، فرح مسرور بالحماس الذى وجدتة فى عيون هؤلاء الفتية والصبية الذين حضروا من كل مكان ليؤكدوا عندى على مفاهيم كانت قد بدأت فى الاندثار أكدوا لدى ان هذا البلد ما زال يحمل بين طياته من يستطيع تغير هذا النظام ، ان فيه من يحلم بغد مرفوعه فيه رايات العزة والكرامة والشرف ، شباب يحلمون بالتغير وبوطن واحد لا يفرق بينهم شئ لاحدود ولا حواجز ولا معابر مغلقة ، شباب قادر ان يقول " لا " وبصوت عالى ، شباب يحلم بغد لا يوجد فية من يبيع لحمنا ودمنا ومائنا وغازنا لاسرائيل وأمريكا ويرتمى فى أحضان الغرب ، غدا لا يوجد فية ساكنى قصور وأخرون لم يجدوا مكانا حتى فى القبور فأختاروا الشارع أو تحت الكبارى سكنى لهم ،،،،، فى عيونهم ياصديقى رأيت الغد مشرقا ً والفجر قريب ووقت زوال الغمة قد حان وآوان الحصاد قد حل ، سوف يأتى عما قريب ربما غدا أو بعد غدا لكنه حتما سوف يأتى سوف يأتى عندما نتحد جميعا نحن هنا فى مصر مع رفقائنا فى فلسطين وولبنان وسوريا والعراق واليمن والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان وغيرها من بلداننا العربية ، سوف تجتمع تلك الشعوب ياصديقى ولن نقول يومها " اين الجيوش العربية " لان الشعوب نفسها سوف تكون هى الجيوش سلاحها هتاف يعبر عن كل شئ تعانى منه عن الفرقة والعزلة وحصار حكامها لها سوف يأتى لا ريب فلا تحزن ياعزيزى . رأيت فى عينيك حزن كبير عندما أستطاعت قوات الامن منع وقفتكم للتضامن مع أهلنا فى غزة وان الحق عليك أن تسعد نعم تسعد ، هنا ياصديقى تعرف حجم الزعر الذى يعيش فيه نظامنا اللعين العميل ألم تعجب من كل هذة القوات والضباط والعساكر والقلق الذى كان فى الميدان ؟ ألم يلفت نظرك كم كان الخوف يسيطر عليهم ، كل هذه القوات لاجل ماذا لاجل مجموعة من الشباب جاءوا يشعلون الشمع ليس إلا، جاءوا ليقولوا للعالم ان هذا البلد به شرفاء غيورين على عروبتهم وأرضهم المدنسة ونسائهم المستباحة وأطفالهم المذبحة وشبابهم المقتلة والمعذبة فى سجون المحتل وشيوخهم المهانة من من ؟ من محتل كلب ..... لكن كان عليك ياصديقى انت ورفاقك ان تعرفوا أن هذا النظام لا يريد فى هذا البلد شرفاء يريدنا ان نكون مثلة متخاذلين عملاء نبوس القدم ونبدى على طول الندم ونرضى بما يقولوه ولا نجادل ولا نناقش أى قرار حتى لو كان تسليمهم زوجاتنا أو ذبح اباءنا ، كان يكفيك أن تنظر إلى عين أحد الضباط لتعرف مدى ذلة وخذيه من نفسه ، لكن ياصديقى أبشر ولا تحزن فطالما هناك أمثال الشباب الذين رأيتهم أمس وطالما وجدت تلك الحماسة فيهم فأنى واثق ان النصر قريب وسنرفع معا علم العزة والكرامة على القصرالجمهورى المصرى قريبا بعد رحيل هذا المحتل الذى للاسف مصرى الاصل ولنذهب لكل أقطارنا العربية بالنصر المبين . محمد الخولى

الأربعاء، يناير ٩

قد أكون حيا ً؟!

قد يكون صعبا ً أن تتأكد من أنك مازلت حيا ً ترزق فالرزق لم يعد هو الدليل القاطع على ان الشخص مازال حيا فكم من ألاف ينامون ولا يجدوا ما يسد جوعهم ولا حتى شربه الماء التى قد تكون هى وسيلة أنقاذ شخص من جفاف ياتى على حياتة ــــ أن كان حيا فى الاساس ــــ تحسس جلدك ووجهك أمسك يدك بيدك قم من على السرير وارمى عن جسمك الغطاء الثقيل وأنظر إلى المرآة وأسأل هل هذا أنا ؟ وأنا من أنا ؟ متى جئت ؟ هل ميعاد مولدى هو نفس اليوم الذى أتيت فيه إلى الدنيا ؟ ومن الذى جاء بى إليها ولماذا جاء بى وهو يعرف أنها قد تكون قاسية هكذا على ّ ؟ أنه حتما يريد الخير لنا ! هو رد الشخص الذى امامك وقد رسم على وجهه ملامح الأنبياء وحفنه من الصالحين والجالسين طول اليوم بقناة الناس وألاف المشاهدين وهم فى قمة تأثرهم ، تتردد فى الاجابة عليه وتكتشف أنك لو قلت كلمة أخرى سوف يكون مصيرك هناك على الحائط محبوس داخل إطار خشبى ،عليه شارة سوداء قد يطلقون عليه طبلوه الموتى ويكتب ابوك تحته جملة بخط رفيع " كان ولدى ...وكان يعيش ... وكان مسلما ... لولا أنه صدق ان هناك عقل ومهمته التفكير " . تقرر ان تغادر العمل بعد أن نظرت إلى الساعة المعلقة بالحائط وقد تقاربت العقارب أن تجتمع فى مكان واحد ربما كان رقم واحد ، تلتف بالكوفية التى أخذتها من صديقتك الفلسطنية والمرسوم عليها علم فلسطين تشعر أنها تزيد من خنقتك لكنك تجبر على إحكامها حول رقبتك فقط لتنفذ ما طلبتة منك أمك عندما قررت النزوح من قريتكم لتستقر بالقاهرة بجوار عملك ، تقرر العودة إلى المنزل محتميا ً بما تبقى لديك من السجائر وبعض الشجاعة تنوى إقتحام الشارع رغم المطر وبركه والطين الذى أنتشر فى كل مكان ، تفكر كيف يأتى الطين وما هى علاقته بالشتاء ، فتعود وتتذكر مشهد أبوك يصرخ فى وجهك لا تفكر فيما يغضب الله ، المشهد يجرى من أمام عينك بكل تفاصيله حتى دموع أمك التى تجتهد فى ألا يراها أبوك حتى لا تعاقب هى بدلا منك ، تغمض عينك عندما يمر من أمامك مشهد يد أبوك الضخمه وهى تسلم على خدك الايمن وهى نفسها لا تستريح قبل ان تمر على الايسر وتعطية تحيته التى تكرهها جدا ًً ، الشارع يبدو مخيفا ً فلا يوجد به سواك تحاول أن تقضى على الخوف بداخلك تشعل سيجارة تسرع من خطواتك لكنه ما زال يطاردك نفس الشئ تشعر بمر المذلة تسرع أكثر وأكثر لكنه مازال ورائك كـظلك لا يريد أن يفارقك تنادى الشجاعة لكنها كانت أسرع منك ، فلا تعود ولا تسأل عنك ، أصبحت وحيداً كما كنت ، لا تستطيع حتى أن ترفع قدمك تشعر أنه ألتصق بها كل طين الدنيا تستسلم لهذا الطين و تجلس فى الشارع وسط الماء ، لا يهمك أتساخ ملابسك ، زلا كلام الاطباء عن برد العظام ، كل ما يزعجك هو الوحده التى تعيش فيها بداخل هذا الشارع تعرف أن الشارع نفسه هو " مصر " الصغيرة كل واحد فيها يعيش وحيدا رغم الزحمة التى نراها كل واحد فى طريق له مشروعه وخططه وامنياته وأحلامه وكوابيسه ، تفرح لإكتشافك وتأنس بوحدتك وتنظر إلى السماء ولا تتكلم فقط تفكر هل أنا حى أم ..........